ولد محمد علي باشا في قولة التي تتبع لمقدونيا في اليونان لأسرٍ ألبانيّة، واستطاع الشعب المصري في عام 1805م أن يأتي بحاكمٍ جديد وهو المذكور بعد أن تدخّلت الرعية وطلبت من الخليفة هذا الحاكم، وكانت السابقة لهم في أن طلبوا هذا باسمه، وكانت بلده قولة جزءًا من الدولة العثمانيّة التي جاء منها، وكان يعمل في التجارة وخدم في الجيش العثماني.
ما دفع محمد علي باشا للمجيء إلى مصر هو الكساد التجاري الذي حدث إبّان الثورة الفرنسية، وجاءت الفرصة عندما تم طلب متطوعين للذهاب إلى مصر، ودخل فعلًا مصر ونحن لا ننكر أميّة هذا الرجل إلّا أنه رجل تجارةٍ بارز استطاع أن يفرض نفسه، وكان يعتبر نفسه عُثمانيًا، وتحدّث بالتركية وتجارته للتبغ سنحت له بالاتصال بالغرب الأوروبي سواءً في فرنسا وغيرها، وهذا ما مكّنه من فهم المجتمعات الأوروبيّة وكيفية هزيمتها بعد ذلك .
حروب محمد علي ومعاركهحارب لأجل السلطان العثماني في الحجاز وكان عليه أنْ يخمد الحركة الوهابيّة في السعوديّة بعد أن بسطت هذه الحركة نفوذها نوعًا ما، وقد أرسل للحجاز ولهذه الحركة ولديه طوسون وإبراهيم، واستطاع إخماد هذه الحركة وتمكّن من أسر عبد الله بن سعود، ونهاية الحملة كانت في بقاء حامية مصريّة في الحجاز لفرض السيطرة وعدم خروج مثل هذه الحركات مرّةً أخرى.
استطاعت مصر أنْ تفرض وجودها السياسيّ عندما حاربت اليونان فترة (1821-1828مـ)، وهذا دفع محمد علي إلى التوسع ومدّ النفوذ المصري إلى السودان، وكان له ذلك حتى الاستعمار البريطاني لمصر 1882م ، سعى لأن يرث الحكم العثماني بأكمله وسار لأجل ذلك إلى لأستانة إلّا أنّ الدولة العثمانية حينها طلبت الدعم من روسيا وذلك لوقف خطر جيشه المصريّ المُطيع له، ولَجأت الأطراف بعد ذلك إلى الصلح المؤقت.
محمد علي وولده إبراهيم باشابعد أن تعدّى سنّ السبعين وأصابته العديد من الأمراض، خلفه في الحكم ولده إبراهيم باشا إلًا أن فترة حكمه كانت فقط ثلاثة أشهر ليتوفاه الله بعد ذلك، وكان قبل توليه قد حارب الحركة الوهابية في السعودية وانتصر عليها، وأظهر البسالة الفائقة في مواجهة الجيش العثماني. ليس من الغريب أن نرى حُزن محمد علي على نجله إبراهيم، وننوّه إلى أنّه توفّى بعد ذلك في رمضان عام 1849هـ، تولى عباس الأول ابن طوسون الحكم وكان هذا بعد عمّه إبراهيم الذي خدم أبيهِ في حياته كثيرًا في المجال العسكريّ وغيره من المجالات، ليكرّس اسمه واسم أبيه في مصر بعد ذلك .
المقالات المتعلقة ببحث عن محمد علي